رؤية حول التحولات في التعليم الإلكتروني من خلال #Bett2025

يُعد معرض “Bett” من أبرز الفعاليات العالمية في مجال تكنولوجيا التعليم، حيث يجمع سنويًا الشركات الكبرى والناشئة، والمبتكرين، والمتخصصين في تطوير حلول التعليم الرقمي. شهد معرض #Bett2025 في لندن حضورًا متميزًا لشركات من مختلف أنحاء العالم، مع تركيز متزايد على الذكاء الاصطناعي، وتطبيقات التعليم الإلكتروني، وتحولات قطاع التعلم الرقمي.

من بين المشاركين البارزين في المعرض، كان تطبيق “علّمني العربية”، الذي يهدف إلى تقديم حلول مبتكرة في تعليم اللغة العربية باستخدام أحدث تقنيات التعليم الإلكتروني. خلال المعرض، قدّم الرئيس التنفيذي أمين الزهراني، المدير التنفيذي والشريك المؤسس، رؤيته حول التطورات الحاصلة في هذا المجال، مسلطًا الضوء على التحديات والفرص التي تواجه قطاع التعليم الرقمي.

التحولات الجوهرية في قطاع التعليم الإلكتروني

تحوّل المشهد التكنولوجي في المعرض

هذا التحوّل يعكس ديناميكية قطاع التقنية التعليمية، حيث أصبحت الشركات الناشئة محركاً رئيسياً للابتكار، مستفيدة من مرونتها في تطوير حلول متجددة تلبي احتياجات السوق المتغيرة. لم يعد الابتكار حِكراً على الكبار، بل باتت الشركات الناشئة تمتلك الأدوات والقدرة على إحداث تغيير حقيقي في المجال. وأشار الرئيس التنفيذي أمين الزهراني إلى ذلك قائلاً: “سابقاً، كانت الشركات التقنية العملاقة أكثر سيطرة على المعرض، أما اليوم فظهرت شركات جديدة وناشئة بحضورٍ منافسٍ وطاغٍ على الشركات الكبرى.”

تطوّر تركيز المعرض عبر السنوات

في السابق، كانت المشاركات تتركّز على الأجهزة والوسائل التعليمية، ثم تحوّلت إلى الأنظمة التعليمية، والآن أصبحت التطبيقات التعليمية محور الاهتمام. ويؤكد الرئيس التنفيذي هذه النقطة قائلاً: “سابقاً، كانت المشاركات تتركّز على الأجهزة والوسائل التعليمية، ثم تطوّرت إلى الأنظمة التعليمية، والآن تبرز التطبيقات التعليمية كركيزة أساسية.”

هذا التحوّل يشير إلى تغيير عميق في طبيعة الحلول التعليمية المقدمة، حيث انتقلت الأولوية إلى البرمجيات والمنصات التفاعلية التي تعزز تجربة التعلم الرقمي.

الذكاء الاصطناعي في قلب الحدث

اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي حجر الأساس في تطوير الحلول التعليمية، حيث يُستخدم في تحليل أداء الطلاب، وتقديم توصيات مخصصة، وتحسين التفاعل بين المتعلم والمحتوى. ولم تعد المنافسة مقتصرة على امتلاك التقنية فقط، بل على القدرة على توظيفها بذكاء وفعالية. وذكر الرئيس التنفيذي أن “ذكر الذكاء الاصطناعي صار حاضراً في لغة معظم العارضين، وكل شركة تحاول استعراض إمكاناتها في توظيفه لتطوير منتجاتها.”

التعليم الإلكتروني بعد كورونا.. مرحلة جديدة

لقد كانت الجائحة نقطة تحول جذرية في تقبّل التعليم الإلكتروني، حيث أصبح من الضروري البحث عن أساليب جديدة لتعزيز كفاءته بدلاً من محاولة إثبات فائدته. هذه النقلة غيرت من أسلوب التفكير في المجال، وأصبحت المؤسسات تركز أكثر على تطوير نماذج تعليمية متكاملة تتناسب مع الواقع الرقمي الجديد. في هذا السياق، أضاف الرئيس التنفيذي: “واقع التعليم الإلكتروني ما بعد كورونا يختلف عن واقعه قبله.. قبل كورونا، كان جزء كبير من الجهد يتجه لإقناع الناس بجدوى التعليم الإلكتروني، فجاءت الجائحة فأوقفت سؤال الجدوى، وتركّز الحديث حول الـ ‘كيف’.”

تأثير تطبيقات الجوال على التعليم الإلكتروني

ساهمت تطبيقات الجوال بشكل كبير في تسهيل الوصول إلى المحتوى التعليمي، وفتحت المجال للرياديين في التعليم لإنشاء حلول تعليمية مرنة وجذابة. لم يعد التعليم الإلكتروني مقتصراً على المنصات التقليدية، بل أصبح يتكامل مع أنماط الاستخدام اليومية للمستخدمين عبر التطبيقات الذكية. وقد أوضح الرئيس التنفيذي أن “لم يقتصر أثر تطبيقات مثل يوتيوب، فيسبوك، تيليغرام، وواتساب على إحداث طفرة في الساحة الإعلامية والتواصل الاجتماعي فقط، بل صنعت فارقاً في التعليم الإلكتروني كذلك.”

نمو الشركات الناشئة في قطاع التعليم

اليوم، نشهد دخول شركات ناشئة بقوة إلى قطاع التعليم الإلكتروني، حيث تستفيد من نموذج الأعمال المرن والقدرة على التكيف السريع مع متطلبات السوق. هذه الشركات تمتلك فرصة كبيرة للابتكار وتقديم حلول جديدة قادرة على تحقيق تأثير واسع النطاق. وذكر الرئيس التنفيذي: “من أكبر المزايا في تطبيقات الجوال أنها أَدخلت على خط التنافس الرياديين في التعليم، والشركات التعليمية الناشئة القادرة على استقطاب استثمارات جريئة، وعلى النمو بشكل متسارع.. تطبيق ‘علّمني العربية’ إحدى هذه الشركات التي تحاول المنافسة في هذا المجال.”

تحوّل التنافس من أنظمة التعلم إلى المحتوى

هذا التحوّل يعكس نضج سوق التعليم الإلكتروني، حيث لم يعد التركيز منصبّاً فقط على توفير أنظمة إدارة التعلم، بل أصبح الاهتمام موجهاً نحو تقديم محتوى تعليمي متطور ومتفاعل يلبي احتياجات المستخدمين بفاعلية. وأكد الرئيس التنفيذي على هذه النقطة بقوله: “في #Bett2025، برز تحوّل التنافس من خدمات حلول أنظمة التعلم ‘LMS’ إلى خدمات المحتوى التعليمي الإلكتروني.. فلم يعد تطوير حلول أنظمة التعلم ‘LMS’ تحدياً وحيداً يحدّ من نمو قطاع التعليم الإلكتروني، بل برز الاحتياج إلى تطوير حلول المحتوى التعليمي الإلكتروني.”

نظرة مستقبلية

إن مستقبل التعليم الإلكتروني يشهد تحولات جذرية، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي والتغيرات المتسارعة في احتياجات المتعلمين. في السنوات القادمة، من المتوقع أن تتزايد أهمية التعلم القائم على الذكاء الاصطناعي، حيث ستتيح تقنيات التحليل التنبئي والتخصيص الذكي تجارب تعليمية أكثر تأثيرًا وفعالية.

كذلك، سيستمر المحتوى التفاعلي في التطور ليشمل مزيدًا من تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، مما سيحدث تحولًا في كيفية تفاعل المتعلمين مع المواد الدراسية. كما ستتوسع منصات التعليم الإلكتروني لاستيعاب مزيد من التخصصات، مع تبني نماذج تعليمية أكثر مرونة تتيح التعلم مدى الحياة.

الفرص المتاحة في قطاع التعليم الإلكتروني اليوم لم تكن في أي وقت مضى بهذا الاتساع، ويبقى التحدي الأكبر هو تطوير حلول تعليمية تواكب هذا التطور التقني، وتلبي احتياجات المستخدمين بشكل مبتكر ومستدام.

#Bett2025 #علمني_العربية #EdTech #eLearning

موضوعات ذات صلة